السبت، 14 مارس 2015

نافذة حول العالم - مدينة الأسكندرية

نافذة حول العالم - مدينة الأسكندرية
مدينة الأسكندرية


تأسست مدينة الإسكندرية على يد الاسكندر الأكبر المقدوني عام 332 قبل الميلاد فبعد دخوله لمصر وجد قرية تدعي راقودة علي البحر الأبيض المتوسط مقابلها جزيرة تسمى جزيرة فاروس، فقرر أن يقوم بالربط بين القرية والجزيرة، ويبني في هذا المكان مدينة تحمل اسمه, وتكون عاصمة للبلاد بدلا من منف. وقد دفعت الاسكندر لهذا القرار أغراض إستراتيجية منها: انه ارادان تكون الإسكندرية مركز للحضارة الهيلينستية في المناطق التي تحيط بها, وان يساعد موقعها الجيش المقدوني في غزواته عبر البحر الأبيض المتوسط ولتكون مركزا للتجارة في هذه المنطقة. ولقد كان للاسكندر ما اراد. وبعد وفاته بدأ العصر البطلمي بتولي بطليموس الأول الحكم, فاخذت الإسكندرية تتطور وتزداد أهميتها. أهتم بها البطالمة كثيرا لا سيما في عصور الرخاء (من عهد بطليموس الأول حتي عهد بطليموس الثالث) ويعود الفضل لهم في تشيد العديد من الأثار التاريخية مثل منارة الإسكندرية التي تعد احدي عجائب العالم القديم، ومكتبة الإسكندرية التي حملت كتبا عديدة بلغات مختلفة منها اليونانية والهندية والفينيفية وكانت أول مكتبة حكومية في العهد القديم -و التي دمرت بعد دخول الرومان -. وبعد انهيار دولة البطالمة عام 30 ق.م علي يد اكتافيوس الذي هزم انطونيوس وكليوباترا عام 31 ق.م في معركة اكتيوم البحرية استمرت الإسكندرية تحت حكم الرومان في اخذ اهمية كبري. كانت الإسكندرية لها ادوارها القديمة لكن هذه الأدوار ازدادت مع الوقت خصوصا مع دخول المسيحية على يد القديس مرقس الرسول سنه 45 ميلاديه واستشهد في نفس المدينة سنه 68 ميلاديه, فيكفي تشييد مدرسة الإسكندرية التي كانت مصدر علم كبير في فترة ما بعد اعلان قسطنطين الشهير وكان لها دور رئيسي في التنمية العلمية للمسيحيين. فكانت بها أشهر مدرسة فلسفية ظهرت في العصر الهللينستي وهي مدرسة الأفلاطونية المحدثة، كما كان بها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي شكلت معالم الفكر واللاهوت المسيحي في العالم. وبعد الفتح الإسلامي ظلت الإسكندرية قلعة علمية فقد أصبحت المركز العلمي الذي يتلقى فيه علماء المغرب والأندلس علومهم الدينية قبل عودتهم لبلادهم، كما أصبح للإسكندرية مدرسة في الحديث النبوي توارثها أجيال من العلماء، كما اشتهرت بأقطاب الصوفية الذين اتخذوا من المدينة سكنا لهم. هكذا تواصل الدور الحضاري لمدينة الإسكندرية التي انكمشت في العصر العثماني ولم تعاود الازدهار إلا في عصر محمد علي في النصف الأول من القرن التاسع عشر لتكتسب طابعها العالمي كمدينة تستوعب حضارات العالم أجمع. هذه كانت نبذة عن تاريخ الإسكندرية..
تعتبر الإسكندرية مصيفا رائعا حيث تمتد سواحلها لمسافة 70 كيلومترا تقريبا، وتتميز برمالها البيضاء الناعمة خاصة في مناطق الغربية بالعجمي وحتى أبو صير بالقرب من برج العرب، بالإضافة إلى المعالم الأثرية الهامة والتي ترجع في أغلبها إلى العصر الروماني.
لمحافظة الإسكندرية طابع سياحي متميز يرجع للموقع المتميز لاعتدال المناخ، وامتزاج المناطق الأثرية القديمة بالطابع العصري للشواطيء والمعالم الحديثة ويوجد بالمحافظة 41 منطقة جذب سياحي في مجالات السياحة الترفيهية والسياحة الدينية والسياحة العلاجية وسياحة اليخوت الرياضية وسياحة المهرجانات والمعارض وسياحة المؤتمرات.[5]
وأهم المزارات السياحية الدينية جامع المرسي أبو العباس ومسجد البوصيري ودير ماري مينا والكنيسة المرقسية وعامود السواري ومقبرة كوم الشقافة، ومن المواقع الأثرية الشهيرة المسرح الروماني وقلعة قايتباي وحديثا أصبحت مكتبة الإسكندريةبعد إعادة بنائها – واحدة من أهم المعالم السياحية الثقافية بالإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق